صفحة 1 من 1

نحن والقرآن الكريم / علاقة الأباء والأبناء

مشاركةمرسل: الأحد إبريل 12, 2009 9:46 am
بواسطة فؤاد آل مكي
[align=center]نحن والقرآن الكريم
1- 2 علاقة الأباء والأبناء[/align]

الكاتب/ فؤاد آل مكي

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

(إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ( ) وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) 1

صدق الله العلي العظيم[/align]



•منهجية القرآن الكريم

أنعم الباري جل وعلى علينا نحن بني البشر بنعم كثيرة يعجز الفكر الإنساني عن إحصائها. ومن هذه النعم الجزيلة هي وجود القرآن الكريم ، فالقرآن يحوي معلومات ومفاهيم جمة لا يزال العقل البشري لم يصل إلى محتواها وفهمها بعد.
فمن سبل الهداية التي يجب أن نستلهمها من القرآن الحكيم الوعي لما ترمي إليه المفاهيم القرآنية الجميلة والتي منها بناء العلاقات فيما بين أفراد الأسرة و بناء العلاقات بين أفراد المجتمع الواحد كذلك ، وقد بيين لنا سبحانه طرق وأساليب التعايش على أساس وجود الاختلافات العرقية والفكرية لكل شخص وأهمية قبول التعددية والحرية في الحياة .ولكننا كثيراً ما نجد المشاكل والأزمات في تلك العلاقات وتوترها بشكل دائم بسبب البعد المنهجي عن فهم القرآن الكريم وآياته وتأمل معانيه، لذا نجد أن لدينا القصور الواضح في تتبع المواصفات التي يقدمها لنا الباري جل وعلا عن طريق الآيات القرآنية.

•قصر الوعي بمفهوم الآيات القرآنية

إن قراءة آيات القرآن الكريم بشكل دائم لهو شيء جميل وقد حثنا عليه أئمة الهدى عليهم أفضل الصلاة والسلام وهو السبيل الذي أمرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وآله بالتمسك به إلى أخر العهد في هذه الدنيا، ولكننا للأسف أخذنا بظاهر الأحاديث ولم نتمعن في مضمونها. و الغالب ما يقصد من تلك الأحاديث الشريفة هو التمعن في آيات القرآن الكريم والعمل الفعلي على تطبيق معانيها في مجمل تعاملاتنا اليومية مع الجميع. و لهذا السبب نجد أن هنالك اختلافات فكرية ومنهجية هي بعيده كل البعد عن المفهوم القرآني. و من هذه التعاملات التي تأثرت بعدم تطبيق المفهوم القرآني في حياتنا اليومية هي العلاقات الأسرية، وبشكل أخص علاقة الآباء بالأبناء.
في حديث لأمير المؤمنين علي عليه السلام : (لا تقصروا أولادكم على آدابكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم) فهذا الحديث يدل على وجود الاختلاف المسلم به بين ثقافة الآباء وثقافة الأبناء في فهم الحياة وفي كيفيتها والتعامل معها ، وإن السبيل لحل ذلك الاختلاف هو الفهم المتبادل بين الآباء والأبناء بوجود هذا الاختلاف كنقطة أولى في سبيل التوافق الفكري بين الجيلين وهي من ضمن أهم النقاط التي قد تساعد في وجود علاقة سليمة بين الآباء والأبناء. أيضاً يجب أن لا نغفل عن قبول التعددية الفكرية والحرية الشخصية ومنها تقبل الآخر و دور الاستماع له، فقد نكتشف الكثير من الغموض المتعلق ببناء العلاقة فيما بين الجيلين بسبب التزمت لرأي آحادي الجانب وإغفال رأي الطرف الأخر وهذا لا يقبله المنهج القرآني بصريح العبارة لأنهُ يسبب في قطع سبل التواصل والعلاقات الإنسانية الطيبة المطلوبة في التعايش السلمي بدءاً من أفراد الأسرة هذه المؤسسة الاجتماعية التي هي نواة المجتمع.
و لي هنا قصة قصيرة سمعتها لداعية إسلامي من خلال حضوري لمحاضرة كان يقدمها؛ تحدث فيها حول تأزم علاقة أب مع ابنه والسبب الرئيس يعود لعدم الجلوس بشكل ثنائي والاستماع من الطرف الأخر. و أيضاً في نفس القصة يذكر الداعية حينما بدأ الحديث مع الأب أرشدهُ إلى ما قاله تعالى في بعض الآيات القرآنية والتي فيها تأكيد على أهمية القراءة والتدبر والفهم والعمل بما فيها وأهمية الفهم للبعد الحقيقي لتلك الآيات، لكن الأب لم يمتعن في تلك الآيات بالشكل المطلوب ،وكادت تلك العلاقة الأسرية أن تنهار بسبب قصر الحوار و التواصل والألفة لولا رحمة الله. وكثيراً ما يعاني مجتمعنا من مثل هذه القصة وغيرها والتي أفضى بعضها إلى جرائم قتل و قطيعه فيما بين الآباء والأبناء.


•الحوار والتواصل في المفهوم القرآني

يقول جل شأنه: ((إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا )) -2
إن منهجية القرآن الكريم تبين لنا الخطوط العريضة في فهم الحياة والأسلوب الأمثل في التعامل مع مجريات الحياة وبالأخص العلاقة فيما بين الآباء والأبناء ففي وصية لنبي الله لقمان عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام لنا موعظة، فالطريقة التي اتبعها في إيصال المعلومة لابنه يُفهم من معناها وجود خلاصة لتجربة عاشها النبي الكريم في مراحل حياته وأنهُ أراد إيصالها للجيل القادم بشكل عام وهي جداً جميلة ومعبرة لوجود الأسلوب الأمثل في التحاور وفي طريقة طرح المعلومة،و من هنا أوجه دعوة صادقة للجميع لبناء علاقة أسرية قوية ومتينة فيما بين الآباء والأبناء تقوم على التدبر في معاني الآيات الكريمة وخصوصاً تلك التي تهتم بشأن العلاقات الأسرية بشكل أخص كي نصل إلى محصلة جيل مثقف وواعي يحترم معاني القرآن ويعمل بمضامينها وبالتالي ستكون سبيل لصنع جيل مجتمعي قرآني.
يستطيع كل أب وتستطيع كل أم فهم ما يرمي إليه الابن حينما يؤكد الجميع على وجود وقبول ثقافة الاختلاف وحينما يلتزم باحترام تلك المسألة سيصل الأمر في العلاقة الأسرية إلى بناء أجمل وتفاهم راقي يعبر عن فهم حقيقي للقرآن الكريم.
نسأل الله العلي القدير أن نكون قد وفقنا في هذا الطرح، على أمل أن نتابع معكم طرح الرؤى القرآنية حول العلاقات الاجتماعية لعلنا نوفق لمعالجة الواقع الذي يحتاج إلى الوعي الكامل بما بين السطور النورانية لكتاب الله الحكيم

1-سورة النمل(ايه 76،77)
2-سورة الإسراء (ايه 9)

دمتم موفقين

Re: نحن والقرآن الكريم / علاقة الأباء والأبناء

مشاركةمرسل: الأحد إبريل 12, 2009 1:32 pm
بواسطة عبدالهادي آل محفوظ
[align=justify]بالفعل القرآن الكريم معجزة نبي الرحمة عليه السلام الخالدة، و لكن لا يتأتي لكل واحد منا أن يفهم ما في القرآن. و يبقى هناك خطوات للوصول إلى معاني القرآن الخفية و هي على الترتيب:[/align]
  1. قراءة القرآن بشكل صحيح.
  2. معرفة معاني كلمات القرآن.
  3. معرفة تفسير القرآن.
  4. تأويل القرآن.
  5. استخلاص الأحكام و القوانين من القرآن الكريم.



[align=justify]و لا ننسى بأن القرآن الكريم جاء بشكل مجمل و لم يسهب في ذكر تفاصيل كثيرة التي جاءت أحاديث الرسول الأعظم و الأئمة الطاهرين عليهم السلام لبيانها بشكل جلي.[/align]


[align=justify]على العموم، نعود إلى أصل الموضوع، فقد ذكرت بأن من بين المعاملات التي لم نحسن التمعن فيها و أخذنا بظاهرها و لم نطبق المفهوم القرآني فيها هي العلاقات الأسرية، و بشكل أخص علاقة الآباء بالأبناء. و لي هنا ملاحظة و هي:
إن مجمل العلاقات الإجتماعية و من ضمنها العلاقات الأسرية لم يتم بيانها و شرحها في الفرآن الكريم بشكل وافي نسنطيع من خلال هذا التبيان و الشرح السير على هذه العلاقة و اخذها مثال يحتذى بها. كما أشرت سابقاً بأن القرآن الكريم لم يفصل في أغلب الأشياء، بل ترك التفاصيل للسنة المطهرة و تأتي مسألة العلاقات الإجتماعية من ضمن هذه الأشياء، و الله أعلم...[/align]




تحياتي ;)
ليس في الحق حياد...انحرافٌ أو رشاد...انتسب أو فإلى الشر ستنسب

Re: نحن والقرآن الكريم / علاقة الأباء والأبناء

مشاركةمرسل: الأحد إبريل 12, 2009 2:43 pm
بواسطة حسين محمد آل دبيس
شكرا على المواضيع المفيدة يا شباب

Re: نحن والقرآن الكريم / علاقة الأباء والأبناء

مشاركةمرسل: الاثنين إبريل 13, 2009 6:26 am
بواسطة فؤاد آل مكي
اهلاً وسهلاً بالجميع ،، تواجدكم وردكم شرف لي


أستاذ عبدالهادي ،، ذكرت أنت في بداية ردك أنه يفترض علينا معرفة تفسير الآيات القرآنية لنصل إلى المحتوى والتأويل الصحيح.. لذلك هنالك الكثير من القصص القرآنية التي تشير إلى العلاقات الاسرية ولكن للإسف لااحد يتنبه لها . ومن ضمنها ما أشرت له قصة نبي الله لقمان حين أراد أن يؤكد على إبنه بمسألة الإيمان والشرك ، ولو قرآنا الآية الكريمة لوجدنا أنه قدمها على شكل موعضة .. ما أرمي له انه برغم أهمية المسألة التي أراد إيصالها النبي الكريم لإبنه إلإ ان اختار اسلوب مغاير عما يستخدم في مثل هذه الحالات وهي الترغيب والترهيب .


أما عن مسألة مجمل العلاقات الأسرية ،،فهذا الموضوع إن شاء الله يكون نواة إلى سلسة حول العلاقات الإسرية بمظور قرآني

لكم كل الحب والود

Re: نحن والقرآن الكريم / علاقة الأباء والأبناء

مشاركةمرسل: الجمعة إبريل 17, 2009 9:42 am
بواسطة محمد آل مكي
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته




رابط الموضوع على صحيفة أخبار سيهات
http://rasid23.myvnc.com/media/lib/pics ... 083438.jpg

رابط الموضوع على شبكة راصد الإخبارية
http://rasid23.myvnc.com/artc.php?id=28196



وفقك الله يافؤاد

Re: نحن والقرآن الكريم / علاقة الأباء والأبناء

مشاركةمرسل: السبت إبريل 18, 2009 10:45 pm
بواسطة عماد فاضل
أشكر فؤاد على هذه المجهودات الجميلة في الكتابة. وان شاء الله الى الامام يافؤاد والمزيد من الكتابات الجميلة.