إضاءة في أسبوع المرور

ملتقى خاص بالمواضيع العامة و كل مايخص فعاليات المجتمع،و ماهو مفيد في أمور الحياة.

إضاءة في أسبوع المرور

مشاركةبواسطة ملتقى الشباب » الأربعاء مارس 28, 2012 9:12 am


مقال في جريدة القافلة الأسبوعية

27 ربيع الآخر 1433هـ
March 20, 2012
يرحمك الله يا حمد!


محمد علي آل مكي - إدارة ورش الخدمات الميكانيكية







قبل عدة أشهر، وتحديداً في رمضان الماضي، وصلتني رسالة نصية على جوالي، تقول: «صاحب هذا الجوال انتقل إلى رحمة الله، وإذا كان لك أي حق الرجاء الاتصال بجوال والده». أصبت بحيرة ودهشة، بل بصدمة كبيرة. فهل أصدق هذا الخبر أم أكذبه؟ بادرت بالاتصال على أحد أقارب صاحب الرسالة، وأكد لي الخبر بقوله: «نعم، لقد انتقل حمد إلى رحمة ربه يوم أمس، إثر حادث مروري أليم».

حمد حسين بالحارث، ذو الخصال الجميلة والأخلاق الرفيعة، الذي جمعتنا معه مقاعد الدراسة في مركز التدريب الصناعي برأس تنورة ودّع الدّنيا مُخلفاً وراءه ولداً لم يكمل الرّابعة من عمره، فيما لم تكمل زهرته الثانية شهرها الأول من العُمر.

أمثال الفقيد حمد كثيرون ممن فجعت أسرهم وتيتم أبناؤهم حين ذهبوا ضحايا في مثل هذه الحوادث المرورية التي تطالعنا بها الصحف اليومية ومواقع الإنترنت كل يوم. والمتابعون لإحصاءات السلامة المرورية في المملكة، أصبحوا يدركون خطورة الموقف، فوجود أكثر من 7000 حالة وفاة سنوياً حسب إحصائية الإدارة العامة للمرور في المملكة لعام 2011 م تحتاج إلى وقفة صادقة. فاليوم باتت شوارعنا وطرقاتـنا مسرحاً للعابثين؛ المسرح الذي لا يَعرِضُ لِمُشاهِديه إلا الصُّور المأساوية البشعة. إن التأمل في هذا العدد الضخم من الوفيات يصيبنا بالحيرة، ولكن السُّؤال هو لماذا هذا العدد الضخم من ضحايا الطريق؟

الإجابات كثيرة، ولكن السبب الحقيقي يعود لقلة الوعي، وعدم وجود رقابة صارمة، أو ربما عدم وجود روادع حازمة، فالمتسبب في قتل شخص في حادث، لا تطبق عليه عقوبات قاسية، وإنما يكتـفى بالتوقيف أو دفع الدية.

وعلى الرغم من المقالات الكثيرة التي تُكتب عن السلامة المرورية، والدورات التثقيفية التي تعقد بشكل مستمر، والمطويات التي توزع باستمرار، واللوحات الإرشادية على الطرق، إلاّ أن تلك الآليات والوسائل التوعوية لم تُؤد دورها كما يجب، وخصوصاً للفئة التي ترتاد شوارعنا ممن لم يكملوا الثامنة عشرة من أعمارهم.

اليوم أيها الأحبة، نحن بحاجة لأكثر من نظام (ساهر) لخفض نسب الحوادث المرورية و ضحاياها في المملكة. نُحن بحاجة ماسة إلى مبادرات جادة، وأساليب توعوية وتوجيهية في المنزل والمدرسة والجامعة لحقن دماء شبابنا وأفراد مجتمعنا. هذه دعوة أوجهها للجميع بمناسبة أسبوع المرور الخليجي 28 وأتمنى أن يعمل كلٌ من موقعه لتبني أي مبادرة من شأنها العمل على زيادة الوعي لدى السائقين.



صورة العضو الشخصية
ملتقى الشباب
مدير الموقع
 
مشاركات: 498
اشترك في: السبت يونيو 21, 2008 10:10 am
مكان: سيهات

Re: إضاءة في أسبوع المرور

مشاركةبواسطة إبراهيم آل طالب » الأربعاء مارس 28, 2012 9:27 am

مقالة جميلة جدا
يعطيك العافية أبو كوثر
صورة العضو الشخصية
إبراهيم آل طالب
 
مشاركات: 288
اشترك في: الثلاثاء يونيو 24, 2008 2:20 pm
مكان: سيهات


العودة إلى ملتقى الشباب العام

الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 248 زائر/زوار


cron