الحكاية الخالدة

ملتقى خاص بالمواضيع العامة و كل مايخص فعاليات المجتمع،و ماهو مفيد في أمور الحياة.

الحكاية الخالدة

مشاركةبواسطة نور آل طالب » الثلاثاء ديسمبر 06, 2011 2:08 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
السلام على الشيب الخضيب
السلام على الجسم السليب
السلام على الثغر المقروع بالقضيب
السلام على النحر المنحور
السلام على الغريب العطشان
السلام عليك يا مولاي يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلتئك بفنائك وأناخت برحلك
لعن الله من قتلك واستحل حرمة الدين باستحلاله لدمك الطاهر وحشرهم في دركات لجحيم
ها هو يوم عاشوراء قد بدا بنور شمس آفلة ليحكي لنا حكاية مروعة هزت عرش الجبار وأبكت الملائكة المقربين والأنبياء والمرسلين وعباده الصالحين ولبست الحور العين لأجلها الحداد وخفُتَ نور القمر ليبدو في محاق ، حكاية فجرت الحجر بالدماء وأمطرت السماء واضطربت لها الهوام ، حتى الأشجار تفطرت سيقانها بدم عبيط ، وكادت لأجلها أن تتدكدك السماء لتنطبق على الأرض وتزول الدنيا ومن عليها ، حكاية تحوي واقعٌ أليم أفجع قلب خير المرسلين وآذى خيرة نساء العالمين وأحزن أمير المؤمنين وفتت كبد السبط لزكي الذي قال في حق صاحب هذه الحكاية لا يوم كيومك يا أبا عبد الله

نعم إنها حكاية كربلاء التي حوت الكرب والبلاء على قلب سيد الشهداء فأصبح في يوم عاشوراء وقد هيأ نفسه للقاء ربه بعد أن ضاقت به الأرض فلم يجد مكاناً يلقى فيه محبوبه إلا في هذه البقعة التي قبِلت بأن تكون هي من يحوي جسده ويشرب دمه لتداوي به جراح دين الله الذي ابُتلي بحكام جائرين وسلاطين جهالاً ومنافقين أوكزوا فيه سهامهم المسمومة فأخذ يصرخ متألماً من كثرة الجراحات التي أصابته في الصميم ، وانتخى طبيباً حاذقاً يُهدئ من روعه ويشفي جراحاته فكان ذلك الطبيب هو الإمام الحسين عليه السلام ، فأتاه لما انتخاه وشخص علته فوجدها في حالٍ عسير وعلاجها نادر وثمنه باهض ، نعم إن علاج علة الدين دماؤه الزكية ونفسه البهية ، فما كان منه إلا أن قبل بأن يكون هو الدواء لداء دينه ، فتوكل على الله وثار في وجوه الظالمين ، لتكن كربلاء شاهداً على إفتدائه لدين ربه بمُهجه الطاهرة ، فلبى نداء الواجب وهام في حب الخالق وسعى لموتةٍ عزيزة ينتصر بها على كل الطغاة المتجبرين من يزيد اللعين إلى آخر فرعون يتسلط على رقاب العالمين ، ليكن يوم عاشوراء هو اليوم الذي فيه يُفتجع الكون بأبشع الجرائم التي ارتُكبت على مر الأيام والسنين فلم يكن قبلها ولا بعدها جريمة شبيهة بجريمة طغاة بني أمية في حق المولى الحسين
نعم في يوم عاشوراء احتشد جيش رهيب في عدده وعتادة ليواجه الحسين وقلة من أخيار المؤمنين وليرتكب في حقهم تلك الجريمة المروعة التي أتت على الصغير والكبير فأزهقت أرواحاً طاهرة بسيوف البغي ورماح الجور ليبقى بعد ذلك الحسين وحيداً فريداً لا يجد من يُعينه على بطش الظالمين ، فيعزم على ملاقاة ربه ليُقيم بذلك الدين ، فيركب على اسم الله ويتوجه لساحة الوغى ويُبلي بلاءاً حسناً في أعوان الشياطين الذين قست قلوبهم ونزعت الرحمة من نفوسهم فأحاطوا به وهو وحيد وهم ألوف مؤلفة مفترقين عليه فرقاً أربعة فرقة بالسيوف وفرقة بالرماح وفرقة بالنبال وفرقة بالحجارة ليُثخنوه بالجراح ويخترقوا أعضاءه بوكز السيوف وطعن الرماح ، فيُنهكوه ويُتعبوه ولم يرحموه بشربة ماء ، فلما أراد أن يستريح رموه بحجرٍ مسنن على جبينه فشجوه وأسالوا دمه ، وما هي إلا لحظة وإذا بهم يلحقون ذلك الحجر بسهم مُثلث أوقعوه في قلبه ليعلق به ثلثه ليهوى السبط إلى الأض صريعاً ويبقى مدةً طريحاً ينادي خالقه بصوت هزيل
تركت لخلق طراً في هواك ،، وأيتمت العيال لكي أراك
ولو قطعتني بالسيف إرباً ،، لما مال الفؤاد إلى سواك
فلم يتجرأ أحد من أولئك الأوغاد على قتله للنور الساطع من جبينه ، فاحتاروا حينما لم يروا منه حراك فعمدوا إلى أهله يُروعوهم ويرهبوهم ، فلما رى منهم ذلك العمل الشنيع انتبه وقال لا تتعرضوا لحُرمي ما دمتُ أتنفس الهواء أنا من يُقاتلكم فهلموا إلي ، فيأتيه ذلك الشقي ويرتقي على صدره بنعليه ويبدأ يُعمل سيفه في نحره فضربه به 12 عشر ضربة واحتز رأسه على مرأىً من عائلته ورفعه على رمحٍ طويل

هنا ارتعدت السماء وكادت أن تنطبق على الأرض لولا وجود حجة الله الإمام زين العابدين ، وبعد ذلك قال أمير اللعناء لجلاوزته احرقوا بيوت الظالمين لتلتهم النيران خيام الحسين وتهيم العائلة في الصحراء بلا هدى ، ومع كل هذا العمل الشنيع بعد لم تندمل جراح الدين إلا برض جسد طبيبه بخيول الأعوجية وسبي نسائه وإدخالهم في مجالس البغاة ليكملوا من خلاله خيوط الثورة الميمونة لتبقى تدوي في سماء الكون لتُرعب كل طاغي على وجه الأرض وتبقى من دون إسدال ستار لها لينهل من بركاتها الشيعة المخلصون وليأخذوا منها العِبرة ويصبوا الدمع عَبرة على ما جرى على طبيب الدين مولانا الحسين عليه السلام ، فلن يسدل ستارها إلى بعد الأخذ بثأره على يد حفيده الحجة المنتظر عجل الله فرجه الشريف
عظم الله لكم الأجر أيها امؤمنون بهذا المصاب العظيم وجعل حزنكم سروراً لكم في يوم الورود

عظم الله اجورنا واجوركم يا شيعة علي
نور آل طالب
 
مشاركات: 56
اشترك في: الاثنين أكتوبر 24, 2011 2:15 pm

Re: الحكاية الخالدة

مشاركةبواسطة منير الجمعان » الثلاثاء ديسمبر 06, 2011 7:52 pm

في محرم تزدان البطولة وتشمخ الرجولة ،فهو ليس ميداناً للعزاء بل هو تكريب للإباء
هو اقامة منبر للأحرار يرتفع في درجاته مع كل ذكرى لكربلاء حتى يصافح السماء
نعزيكم و نعزي انفسانا بمصاب سيد الشهداء ابا عبدالله الحسين عليه السلام
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته
صورة العضو الشخصية
منير الجمعان
 
مشاركات: 125
اشترك في: الثلاثاء يونيو 24, 2008 2:24 pm

Re: الحكاية الخالدة

مشاركةبواسطة إبراهيم آل طالب » الثلاثاء ديسمبر 06, 2011 7:59 pm

ماجورين
وعظم الله اجوركم
صورة العضو الشخصية
إبراهيم آل طالب
 
مشاركات: 288
اشترك في: الثلاثاء يونيو 24, 2008 2:20 pm
مكان: سيهات

Re: الحكاية الخالدة

مشاركةبواسطة عبدالهادي آل محفوظ » الأربعاء ديسمبر 07, 2011 11:25 am

عظم الله أجوركم بهذا المصاب الجلل...

ليس في الحق حياد...انحرافٌ أو رشاد...انتسب أو فإلى الشر ستنسب

صورة العضو الشخصية
عبدالهادي آل محفوظ
 
مشاركات: 670
اشترك في: الثلاثاء يونيو 24, 2008 2:13 pm
مكان: سيهات

Re: الحكاية الخالدة

مشاركةبواسطة نور آل طالب » الأربعاء ديسمبر 07, 2011 2:33 pm

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين

مأجورين
نور آل طالب
 
مشاركات: 56
اشترك في: الاثنين أكتوبر 24, 2011 2:15 pm


العودة إلى ملتقى الشباب العام

الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 241 زائر/زوار


cron