الكاتب محمد آل مكي    الاثنين, 26 مارس 2012 09:27    PDF طباعة إرسال إلى صديق
إضاءة في أسبوع المرور

يرحمك الله يا حمد!
محمد علي آل مكي - إدارة ورش الخدمات الميكانيكية

محمد علي آل مكي
محمد علي آل مكي

قبل عدة أشهر، وتحديداً في رمضان الماضي، وصلتني رسالة نصية على جوالي، تقول: «صاحب هذا الجوال انتقل إلى رحمة الله، وإذا كان لك أي حق الرجاء الاتصال بجوال والده». أصبت بحيرة ودهشة، بل بصدمة كبيرة. فهل أصدق هذا الخبر أم أكذبه؟ بادرت بالاتصال على أحد أقارب صاحب الرسالة، وأكد لي الخبر بقوله: «نعم، لقد انتقل حمد إلى رحمة ربه يوم أمس، إثر حادث مروري أليم».

حمد حسين بالحارث، ذو الخصال الجميلة والأخلاق الرفيعة، الذي جمعتنا معه مقاعد الدراسة في مركز التدريب الصناعي برأس تنورة ودّع الدّنيا مُخلفاً وراءه ولداً لم يكمل الرّابعة من عمره، فيما لم تكمل زهرته الثانية شهرها الأول من العُمر.

أمثال الفقيد حمد كثيرون ممن فجعت أسرهم وتيتم أبناؤهم حين ذهبوا ضحايا في مثل هذه الحوادث المرورية التي تطالعنا بها الصحف اليومية ومواقع الإنترنت كل يوم. والمتابعون لإحصاءات السلامة المرورية في المملكة، أصبحوا يدركون خطورة الموقف، فوجود أكثر من 7000 حالة وفاة سنوياً حسب إحصائية الإدارة العامة للمرور في المملكة لعام 2011 م تحتاج إلى وقفة صادقة. فاليوم باتت شوارعنا وطرقاتـنا مسرحاً للعابثين؛ المسرح الذي لا يَعرِضُ لِمُشاهِديه إلا الصُّور المأساوية البشعة. إن التأمل في هذا العدد الضخم من الوفيات يصيبنا بالحيرة، ولكن السُّؤال هو لماذا هذا العدد الضخم من ضحايا الطريق؟

الإجابات كثيرة، ولكن السبب الحقيقي يعود لقلة الوعي، وعدم وجود رقابة صارمة، أو ربما عدم وجود روادع حازمة، فالمتسبب في قتل شخص في حادث، لا تطبق عليه عقوبات قاسية، وإنما يكتـفى بالتوقيف أو دفع الدية.

وعلى الرغم من المقالات الكثيرة التي تُكتب عن السلامة المرورية، والدورات التثقيفية التي تعقد بشكل مستمر، والمطويات التي توزع باستمرار، واللوحات الإرشادية على الطرق، إلاّ أن تلك الآليات والوسائل التوعوية لم تُؤد دورها كما يجب، وخصوصاً للفئة التي ترتاد شوارعنا ممن لم يكملوا الثامنة عشرة من أعمارهم.

اليوم أيها الأحبة، نحن بحاجة لأكثر من نظام (ساهر) لخفض نسب الحوادث المرورية و ضحاياها في المملكة. نُحن بحاجة ماسة إلى مبادرات جادة، وأساليب توعوية وتوجيهية في المنزل والمدرسة والجامعة لحقن دماء شبابنا وأفراد مجتمعنا. هذه دعوة أوجهها للجميع بمناسبة أسبوع المرور الخليجي 28 وأتمنى أن يعمل كلٌ من موقعه لتبني أي مبادرة من شأنها العمل على زيادة الوعي لدى السائقين.


تعليقات
بحث
عفوا .. التعليق متاح للاعضاء المسجلين بالموقع ,, التسجيل مجانى ويشرفنا انضمامك لنـا!

3.25 Copyright (C) 2007 Alain Georgette / Copyright (C) 2006 Frantisek Hliva. All rights reserved."

آخر تحديث ( الثلاثاء, 15 مايو 2012 15:43 )
 
حقوق النشر © 2024 ملتقى الشباب بسيهات. جميع الحقوق محفوظة.
التعليقات و المقالات تعبر عن رأي أصحابها، و لا تعبّر بالضرورة عن رأي ملتقى الشباب بسيهات
Powered by Joomla

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.