بقلم: عبدالهادي آل محفوظ

 الأخلاق الإسلامية أولاً:

 الأخلاق الإسلامية ليست مجرد شعار نرفعه كلما أردنا، و لكن يجب علينا التحلي بالأخلاق الإسلامية في جميع أمور حياتنا، و تتضح جلياً الحاجة للأخلاق الإسلامية عندما نتعامل مع الآخرين. و الغريب إننا نسمع عند مشاهدتنا للمباريات الرياضية مثلاً – بالمناسبة الرياضة هي

 تعامل مع آخرين رياضياً - عبارة الروح و الأخلاق الرياضية كثيراً دون الإشارة إلى الأخلاق الإسلامية، فالروح و الأخلاق الرياضية التي يصفها المعلقين إنما هي أخلاق انسانية، و كل خلق انساني مرتبط بالفطرة الإنسانية، هو خلق اسلامي لأن الإسلام هو دين الحياة و دين الفطرة، و دين الحياة لم يترك شيئاً إلا و صبغه بصبغته السمحه و المتسامحة، و يكفي القول في هذا المجال أن الدين الإسلامي جعل معيار الدين و التدين حسن التعامل مع الآخرين.  

الإلتزام ثانياً:

يعتقد البعض أن كلمة الإلتزام مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالإلتزام الديني، فعندما نسمع كلمة الإلتزام نذهب إلى الإلتزام الديني فقط. نعم، الإلتزام الديني مهم و مطلوب في حياة الفرد و لكن كلمة الإلتزام شاملة كل مجالات الحياة و من ضمن هذه المجالات، أهم المجالات في حياة الإنسان طبعاً، و هو المجال الديني. و ينبغى لنا أن نعرف الفرق بين الإلتزام و الإلزام. فالإلتزام يأتي بمعنى اعتناق الشيء و التعلق به و عدم مفارقته، و أما الإلزام فإنما يكون بالقسر و الإكراه، فمصدر الإلتزام يكون في الغالب نابعاً من نفس الملتزم و منطلقاً من رغبته الذاتية بعكس الإلزام الذي يكون في العادة مصادماً للطبيعة البشرية التي تنفر من الإلزام. فالإلتزام لا يُفرض على الآخر فرضاً. إنّ للإلتزام لذة كما لسائر الأمور الأخرى في حياة الإنسان و تختفى هذه اللذة عندما يكون الإلتزام إلتزاماً أجوفاً لا روح فيه و هو بذلك أقرب إلى الإلزام من الإلتزام. 

الإعداد ثالثاً:

إن أي عمل في شرق الأرض أو غربها يحتاج إلى إعداد خاص للفريق الذي سيقوم بهذا العمل يوازي تطلعات القائمين عليه. و يجب أن يكون هذا  الإعداد مبنى على أسس علمية و فنية مدروسة بحيث تتناسب الخطط الموضوعة مع التطلعات و لا تغفل في الوقت ذاته الإمكانيات المتوافرة لدى فريق العمل. فعملية الإعداد تتطلب معرفة تامة و دقيقة بإمكانيات الأعضاء و الأهداف المطلوبة. فالإعداد السليم الذي هو التخطيط السليم يهتم أولاً بتوقع المستقبل (التطلعات و الأهداف) و من ثم تحديد أفضل السبل لإنجاز الأهداف بالنظر إلى الإمكانيات المتاحة (قدرات الأفراد) أو إعداد خطط مستقلة للإرتقاء بقدرات الأفراد نفسها إلى مستوى  يمكن من خلاله الوصول إلى الأهداف بشكل ديناميكي.

التنظيم رابعاً:

و يقصد بالتنظيم تصميم هيكل أساسي للمهام و الصلاحيات المتعلقة بالأفراد، و من ثم توزيع و تقسيم العمل من خلال الهيكل المبنى على الأفراد، و يراعى التخصص في هذا التقسيم و التوزيع. فالتخصص يتيح للعاملين كسب البراعة و الإبداع و الضبط و الدقة في العمل التي ستزيد من جودة و فعالية العمل نفسه. و ينبغى الحرص على وحدوية مصدر الأوامر، أي أن اعطاء الأوامر و الصلاحيات للأفراد ينبغى أن تكون لدى جهة معلومة و محددة للجميع و الإبتعاد عن الأزدواجية في الأوامر.

ما هي العلاقة:

قد تتسائل أخي القارئ ما هي علاقة النقاط الأربع في الأعلى بموضوع المقال "العمل الاجتماعي التطوعي". هناك علاقة يجب أن تكون واضحة لكل العاملين و بالخصوص في المجال الإجتماعي، و هذه العلاقة مرتبطة بالهدف الأساسي للعمل الإجتماعي، و بالذي حمل على عاتقه مسوؤلية العمل الإجتماعي و ما يلاقيه من صعوبات و تحديات. إن العمل في المجال الإجتماعي يحمل في طياته قيمة إنسانية اخلاقية عظيمة، و الذي يقوم بهذا العمل ينبغى له أن يضع نصب عينيه أركان و دعائم العمل مع الآخرين التي تتضح من خلال النقاط الأربع المذكورة آنفاً.