الكاتب عبدالهادي آل محفوظ    الأربعاء, 27 مايو 2009 09:01    PDF طباعة إرسال إلى صديق
ليست المذاكرة هكذا!

بقلم: عبدالهادي آل محفوظ

مع نهاية كل فصل دراسي، تشحذ العوائل كل طاقاتها و تستنزف كل مواردها من أجل تهيئة أبنائها و بناتها للإختبارات المدرسية. و هذا العمل بحد ذاته لا إشكال فيه بل على العكس تماماً حيث هو العمل المرغوب من جميع العوائل و البيوت. و لكن المشكلة تقع إذا حصرنا همتنا و مذاكرتنا و مراجعتنا لدروسنا في هذا الوقت فقط من السنة الدراسية.

و الغريب من ذلك هو أن بعض الأسر، تكون منشغلة طوال العام، و ربما لا يعلم رب الأسرة في أي مرحلة يدرس ولده أو أين تدرس إبنته، و لكن عند حلول وقت الإختبارات نجد مثل رب الأسرة هذا، يقلب المنزل رأساً على عقب لحث أبناءه على المذاكرة و هنا لا يقتصر الأمر على رب الأسرة بل إن بعض الأمهات يمارسن نفس الدور أيضاً، و قد يصل هذا الحث إلى حد الإرغام في أحياناً كثيرة. صحيح كلنا نطمح أن نرى أبناءنا و بناتنا و هم في أعلى المراتب العلمية و العملية و لكن في حقيقة الأمر، نحن نطلب أشياء كثيرة و لا نوفر أسبابها أو على الأقل لا نشجع الآخرين على خلق تلك الأسباب.

هناك بعض الممارسات الخاطئة التي طالما نسمع عنها أو نشاهدها في بيوتنا و هذه الورقة كتبت لتسليط الضوء عليها على أمل أن نصحح بعض هذه المفاهيم و الأساليم الخاطئة.

البداية: ينبغى على الأب و الأم أو من يقوم مقامهما أن يبينوا لأولادهم أهمية الدراسة قبل أهمية المذاكرة. فالمذاكرة في حقيقة الأمر وسيلة و ليست غاية في حد ذاتها و كذلك المدرسة و الدراسة.

المحفز: لا يختلف اثنان على أهمية المذاكرة المنتظمة و ما لها من مكاسب. و لكن السؤال هنا، كيف نضمن الإستمرارية في المذاكرة طوال العام الدراسي ليس فقط أوقات الامتحانات و الإختبارات كما هو في أغلب البيوت. إن المحفز في اعتقادي هو السبب الأول و الأكثر تأثيراً لجميع أعمال الإنسان و من ضمن هذه الأعمال تأتي الدراسة و المذاكرة.

المكان المناسب: ينبغى للطالب أن يختار مكان مذاكرته بعناية فائقة. فالمكان ذو الإضاءة الجيدة و التهوية النقية يساعد المذاكر على الإستعاب أكثر من غيره من الأمكنة التي تفتقر إلى هاذين الشيئين. و كلما ابتعد المكان عن الضوضاء و الحركة المنزلية كان أكثر ملائمةً للمذاكرة.

طريقة المذاكرة: يتحصل الإنسان على العلم و المعرفة من أربع طرق و هي (الرؤية - الإستماع - التسميع "التحدث بصوت مسموع" - الكتابة) و هذه الطرق الأربع مرتبطة ارتباط وثيق بأربع حواس إنسانية. في العادة، تتفوق احدى هذه الطرق في التعلم على مثيلاتها، و هذا الأمر يختلف من إنسان إلى آخر. و لكن في العموم كلما زادت الحواس المشتركة في العملية التعليمية كلما زادت الإستفادة و تركزت المعلومات.

وقت الدراسة و تجزئته: يعتقد البعض أنه كلما زاد طول فترة الدراسة زادت مقدرته في استيعاب دروسه. و هذا اعتقاد خاطئ، فالإفضل تحديد فترات للدراسة و المذاكرة تتخللها فترات للراحة فهذا يحول دون الملل و الإجهاد الذي قد يسببه التركيز لمدة طويلة. و الجدير بالذكر في هذا المقام التنبيه إلى نقطة مهمة و هي أنه ينبغى أن لا يتعارض وقت المذاكرة مع وقت العائلة الخاص مثل وقت تجمعهم أو وقت الغذاء.

التجهيز الذهني: ينبغى للطالب أن يجهز و يصفي ذهنه من جميع ما يشغله للمذاكرة و الدراسة. و يختلف هذا التجهيز من طالب لآخر. ربما يكون الخروج لممارسة الرياضية هو العمل الملائم لتجهيز الذهن عن البعض بينما لا يكون ذلك عند آخرين الذين ربما يساعدهم الإستغراق في التأمل على ذلك. و لا يمكننا أن نحصر تجهيز الذهن و تصفيته بأمر معين دون آخر، و لكن من الملاحظ بأن أغلب الطلاب يقومون بممارسة هواياتهم الشخصية للتنفيس و تجهيز الذهن، و هنا على الوالدان أن لا يمنعا أولادهما من ممارسة الطالب لمتنفسه فلا يهم ما يعمله ما دام يهدي إلى تصفية الذهن قبل البدء في المذاكرة و الدراسة و لا يتعارض مع الدين و الأخلاق.

لا تعتزل الناس و المجتمع: هذه النقطة موجهة بوجه خاص إلى أولياء الأمور الذين يحرمون أولادهم من ممارسة حقهم في الصداقة و التنفيس عن أنفسهم من خلال خروجهم مع أصدقائهم. و من جهة أخرى، لا ينبغى للطالب و الطالبة أن يعتزلا مجتمعهما المنزلي أو الإجتماعي سواء كان ذلك الإنعزال بالمذاكرة أو بممارسة هوايته المفضلة التي تكون على حساب الإلتقاء مع الآخرين كمشاهدة التلفزيون وحيداً.

 متفرقات:

  • من المفترض على الطالب (بالخصوص الجامعي) الذي قضى أكثر من 12 سنة في المدرسة و الدراسة، أن يكتشف الطريقة المناسبة له التي تضمن له توفير الوقت مع تحصيل أكثر للعلوم.
  •  يؤسفني و يسوئني حقاً أن ارى طالباً مجتهداً في المدرسة ملماً بجميع دروسه و هو في نفس الوقت، لا يفقه شيئاً من ما يدور حوله في مجتمعه و لا يكلف نفسه بالمشاركة في الإعمال الإجتماعية المختلفة. و تزداد هذه الإساءة عندما أعلم بأن الوالدين هما الذين يحثان ابنهما على ذلك Cry

 

تعليقات
بحث
عفوا .. التعليق متاح للاعضاء المسجلين بالموقع ,, التسجيل مجانى ويشرفنا انضمامك لنـا!

3.25 Copyright (C) 2007 Alain Georgette / Copyright (C) 2006 Frantisek Hliva. All rights reserved."

 
حقوق النشر © 2024 ملتقى الشباب بسيهات. جميع الحقوق محفوظة.
التعليقات و المقالات تعبر عن رأي أصحابها، و لا تعبّر بالضرورة عن رأي ملتقى الشباب بسيهات
Powered by Joomla

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.