|
||
ليس الأمن هكذا! |
بقلم: عبدالهادي آل محفوظ كثر الحديث في السنوات الثلاث الأخيرة عن الأمن المجتمعي و الإجتماعي، بعدما أن كثرت الجرائم من قتلٍ و اغتصابٍ و سرقةٍ في أوساط مجتمعنا الهادئ إلى وقت قريب حيث كنا في السابق ندهش عندما نسمع في التلفاز، أو عندما نقرأ في الصحف و المجلات عن تلك الأفعال، و كنا نتسائل هل تحولت قلوب هؤلاء المجرمين إلى ضخور صلبة لا تملك أي ذرة من العاطفة الإنسانية. و مع انتشار الجريمة و كردة فعل طبيعية لها، انتشرت و تعالت ردود الأفعال المطالبة بالتصدي لها في المجتمع. و كل طرف يتكلم في هذا الموضوع يحمّل طائفة و فئة معينة من المجتمع سواء كانوا رجال دين أو مثقفين أو اجتماعيين أو أولياء أمور أو رجال الأمن أو ربما حملوا الشارع لما يجرى بنا. في الحقيقة، كل أطياف المجتمع و شرائحه المختلفة مسؤولة بشكل ما عن انتشار هذه الظاهرة و بروزها في المجتمع بهذه الصورة المخيفة. و نحن هنا لا نلوم فئة دون أخرى، و لكن دعونا نبحث عن الأسباب الكامنة وراء ظهورها و تفشيها و من ثم معالجتها بمعالجة أسبابها. تتحكم في أمور الأمن الإجتماعي، ككافة الأمور الأخرى، عدة أمور و مسببات و تختلف عمق المشكلة بختلاف المسببات و عمقها، إما إذا كانت الأسباب متوفرة و قوية، فستكون المشكلة أكبر و أعمق، فإذا كانت أسباب عدم الأمن متوفرة و قوية، كان الأمن منعدم و لا يمكن إشاعته بسهولة. أما إذا كانت أسبابه هشه و جانبية و غير متشعبة و متجذرة في المجتمع فالرجوع إلى الأمن الإجتماعي بسيط و سهل و غير معقد في هذه الحالة. و في اعتقادي بأن مشكلتنا الإجتماعية الأمنية – إن صح التعبير – غير معقدة و غير متجذرة في المجتمع فهي ظاهرة دخيلة – إن سلمنا بالأمر على أنها ظاهرة، و لهذا فالرجوع إلى حالة الإستقرار الأمني المجتمعي سهل إن شاء الله إذا تكاتفنا في معالجة الأسباب المؤدية إلي حالة الفوضى و الجريمة. و يمكننا حصر الأسباب في النقاط التالية التي سوف أسردها دون الخوض في تفاصيلها إلا في نقطة واحدة لإيماني بأنها نقطة مهمة و سبب مهم و مؤثر في صنع حالة الأمن الإجتماعي و كذلك لأنها لم تحضى من الطرح و المناقشة الشئ الكثير. 1. الوضع السياسي في المنطقة و المحيط بها. 2. الوضع الإقتصادي. 3. الوازع الديني – التقوى. 4. تجاهل طاقات الشباب و عدم إسناد المسؤولية إليهم و البطالة. 5. الأمن الروحي: هناك حاجة ماسة إلى الإطمئنان الروحي لكي يبقى التوازن في تفكير الإنسان و ينتشله من الفراغ الروحي الذي يؤدي في العادة إلى الأزمات التي تتحول مع مرور الوقت إلى المسببات الحقيقة للعنف و الجريمة في المجتمع. 6. اللوبي الإجتماعي. و سأتحدث عن النقطة الأخيرة بشيء من التقصيل. اللوبي الإجتماعي:
و يتصور لي كذلك لتفعيل دور اللوبي الإجتماعي أنه ينبغى لنا أن ننشر و نشيع في المجتمع أمرين هامين، الأول يتمثل في بث روح التسامح و الإخاء بين أفراد المجتمع، و الأمر الثاني متعلق بتعاون أفراد المجتمع من أجل التقليل من الحالات الغير متوافقة مع عادات المجتمع المحافظ. و يأخذ هذا التعاون عدة صور منها الإبلاغ عن أي حالة فيها شبهة أو ريبة، مع الأخذ بعين الإعتبار الحرية الشخصية التي لا يمكن تجاوزها، و لا نقصد - في نفس الوقت - تحويل أفراد المجتمع إلى جواسيس أو رجال حسبة همهم الأوحد ملاحقة الناس و تتبعهم.
عفوا .. التعليق متاح للاعضاء المسجلين بالموقع ,, التسجيل مجانى ويشرفنا انضمامك لنـا!
Powered by !JoomlaComment 4.0alpha
3.25 Copyright (C) 2007 Alain Georgette / Copyright (C) 2006 Frantisek Hliva. All rights reserved." |
|||||
آخر تحديث ( الثلاثاء, 07 يوليو 2009 08:36 ) |