|
||
ليس التديَّن هكذا! |
بقلم: عبدالهادي آل محفوظ ما زلنا يوماً بعد يوم نتمسك بالقشر و نترك الجوهر. و نظهر ما لا نفعله و لا نعتقد به و نبطن الدواهي، نقول شيئاً و نفعل شيئاً آخر. إننا بصراحة منغمسين في النفاق الإجتماعي. ذلك المرض الذي يخولنا أن نرتدي مختلف الأقنعة المزيفة التي تستر وجوهنا الحقيقة وراءها. أيضاً هو ذات المرض الذي يجعلنا نمدح و نمجد هذا العمل الإجتماعي في العلن و أمام أربابه، و نحن أنفسنا لا ندع شائبة في هذه الدنيا إلا و نسبناها إليه و وضعناها فيه في الباطن. نعم، نحن منغمسون في الإزدواجية بمختلف جوانبها. ازدواجية التعامل و التعاطي مع الآخرين. إن للتعامل و التعاطي مع الآخرين أهمية بالغة في ديننا الإسلامي حتى حصر نفسه فيه لأهميته و ليس قصد الحصر هو حصر الدين به فقط، بل ديننا الحنيف شامل لم يدع أي مجال من مجالات الحياة إلا و رأيه الصائب وصل إليه و تكلم و تحدث فيه و عنه. و من جملة هذه المجالات، مجال التعامل مع الآخرين. و لا يقصد بالآخرين هنا أولئك الذين لا يدينون دين الإسلام فقط بل تشمل الكلمة كل فرد آخر سواء كان هذا الفرد أباً أو أماً، أخاً أو صديقاً أو أي شخص آخر. و سنختصر في هذا المقال كثيراً بذكر مثال واحد فقط تتضح فيه الإزدواجية في التعامل بصورة خاصة في مجتمعاتنا و قس على هذا المثال الكثير من الأمثلة و الظواهر الأخرى، آملين أن يكون ظاهرنا كما هو باطننا خيراً و مشرفاً من غير أن تشوبه أي شائبة. بين الأهل و الأصدقاء قد تجد شخصاً لطيفاً مع أصحابه، الإبتسامة لا تفارق محياه طالما هو مع أصحابه و رفقائه، يقدم المساعدات تلو المساعدات إلى أصحابه، و كل هذه الممارسات لا غبار عليها و لكن المشكلة تبدأ عندما تنقلب هذه الإبتسامة إلى صوت عالٍ و وجهٍ عابس لا يعرف معنى الإبتسابة داخل البيت، فلا يقضى أدنى عمل لأجل بيته و أهله. لماذا؟ و يحضرني قول الشاعر غازي الحداد الذي يصور ما وصلت إليه حالة التدين و الإلتزام: مؤمن ملتزم لكنه عبد لذاته * * * بعضنا يحصر معنى الدين بالوعي السياسي * * *
ما المطلوب قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ } (سورة الصف: 2و 3).
عفوا .. التعليق متاح للاعضاء المسجلين بالموقع ,, التسجيل مجانى ويشرفنا انضمامك لنـا!
Powered by !JoomlaComment 4.0alpha
3.25 Copyright (C) 2007 Alain Georgette / Copyright (C) 2006 Frantisek Hliva. All rights reserved." |
|||||
آخر تحديث ( الثلاثاء, 07 يوليو 2009 08:36 ) |