الكاتب عبدالهادي آل محفوظ    الثلاثاء, 19 مايو 2009 14:06    طباعة
بعض الممارسات الخاطئة في عاشوراء!

بقلم: عبدالهادي آل محفوظ 

انقضت الأيام العشرة الأولى من شهر محرم الحرام و هي أيام حزينة لكافة المسلمين، فقد ذبح فيها ريحانة رسول الله و سبطه الإمام الحسين عليه السلام و جمع من أهل بيته و أصحابه يتقدمهم حامل لواءه و أخيه أبو الفضل العباس عليه السلام و الفقيه حبيب ابن مظاهر الأسدي صاحب رسول الله صل الله عليه و آله. و في هذه الأيام تنشط الحركة الحسينية في مجتمعنا من خلال المحاضرات و الندوات و مواكب العزاء. و تعتبر هذه الشعائر الركيزة الأساسية في نقل أحداث و تفاصيل معركة كربلاء الدامية إلى الأجيال المتلاحقة و المتعاقبة.

و في هذا المقام و المقال، سوف اسلط الضوء على بعض الممارسات الخاطئة التي يعملها البعض، و الجدير بالذكر، بأن أغلب ما سوف يذكر، جاء من وحى المشاهدة الحية لتلك المشاهد و الأحداث، لذلك يسلط هذا المقال و ينتقد فقط الأعمال مع حفظ حقوق أصحابها فهذا المقال ليس بصدد التجريح أو التشكيك في أحد و إنما لاظهار بعض الممارسات التي اعتبرها لا تليق بمجالس الإمام الحسين عليه السلام.

 ·        تأخر الخطيب عن الحضور في الوقت المحدد.  أعتقد بأن الخطيب لا يزال يحمل شيئاً من الخصوصية في مجتمعنا، فهو يمثل نموذج التدين و المتدينين و القدوة الحسنة لأجيالنا القادمة، لذلك لا بد له من الإلتزام في جميع الأمور الدينية و العرفية معاً، و من بعض مظاهر الإلتزام مثلاً هو إلتزامه بالوقت المحدد المتفق عليه عن موعد بدء القراءة الحسينية، و يلاحظ بأن الكثير من خطبائنا مع الأسف لا يلتزم بمسألة الحفاظ على الوقت و إدارته بشكل جيد. و أرى بأن الخطيب سيفقد الكثير من مصداقيته عندما يرى منه هذا العمل و عندما يقول ما لا يفعله في هذه الناحية. و قد يرد بعض الناس، عندما تسأله عن التأخير المسيطر عليه و لماذا فعل ذلك الفعل، بقوله مثلاً بأن فلان من المشايخ أو الخطباء أتى بذات الفعل. ففي هذه الحالة، لا تستطيع أن تقول شيئاً سوى سامح الله ذلك الخطيب على فعلته هذه! هذا من ناحية، أما إذا أخذنا الموضوع من ناحية أخرى مغايرة، و هي ناحية اهدار وقت الحاضرين و المستمعين بلا فائدة تذكر في حال انتظارهم الخطيب، فيكفى لنا أن نستذكر في هذه النقطة قول أحد الحكماء ما معناه "عندما يتأخر الخطيب مثلاً دقيقة واحدة فقط عن مجلس يحضره مائة فرد، فلا يظن بأنه تأخر فقط دقيقة واحدة بل إنه قد تأخر 100 دقيقة عن عملية التقدم و الإزدهار للأمة (100 فرد لكل فرد دقيقة)".
·        خروج المستمعين بعد الانتهاء من المصرع مباشرة دون الإنتظار إلى اكمال و اكتمال الدعاء.
 و تدافعهم عند الباب.
 ·        رمى المخلفات و الأوساخ سواء كان داخل الحسينية أو في الشارع.
 ·        القهقهة و الضحك بصوت مرتفع، و عدم الجلوس بشكل لائق يدل على احترام المكان و صاحبه عليه السلام.
  في هذا السياق سأذكر صورتين فقط مما شاهدته، ففي أحد المجالس و أقصد بالمجالس هنا الحسينيات بالطبع، رأيت أكثر من حالة و هي جلوس بعض الأشخاص و هم واضعين رجل فوق رجل، إن الجلوس بهذا الشكل في أي محفل عام غير لائق فما بالك في مصيبة أبي عبدالله الحسين عليه السلام. و دعني أخي القارئ أن أذكر لك مشهداً آخر شاهدته في أحد حسينياتنا هذه السنة، و لا اخفيكم سراً فقد اندهشت جداً لهذا المنظر، و هو أن أحد الأخوة بينما كان الحاضرين ينتظرون الخطيب، يقلب و يتصفح صفحات جريدة، تخيل جريدة من الحجم الكبير، يقلب صفحاتها داخل الحسينية. جميع هذه الأمور تفقد المجالس الحسينية هيبتها و وقارها و قدسيتها فضلاً عن مخالفة ما جاء عن أهل البيت عليهم السلام، ففي رواية عن الإمام الرضا عليه السلام جاء فيها "كان أبي إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا، وكانت الكآبة تغلب عليه، حتى يمضي منه عشرة أيام, فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وبكائه، ويقول: (هو اليوم الذي قتل فيه الحسين صلى الله عليه)". فالمسألة ليست فقط أن الإمام الكاظم عليه السلام كان لا يضحك بل كانت الكآبة غالبة عليه، ظاهرة في ملاحمه و سماته. فينبغى لنا أن لا نفقد هذه الأيام قدسيتها، و أن نظهر الحزن و الأسى على مصيبة أهل البيت عليهم السلام.
تعليقات
بحث
عفوا .. التعليق متاح للاعضاء المسجلين بالموقع ,, التسجيل مجانى ويشرفنا انضمامك لنـا!

3.25 Copyright (C) 2007 Alain Georgette / Copyright (C) 2006 Frantisek Hliva. All rights reserved."

آخر تحديث ( الثلاثاء, 26 مايو 2009 15:14 )